جاكسون هول

مددت الأسهم الأمريكية موجة التراجع لليوم السادس على التوالي، مع تراجع شهية المخاطرة قبيل خطاب جيروم باول في جاكسون هول. أغلق مؤشر S&P 500  منخفضًا بنحو 0.4%، والناسداك 0.5%. الضغوط جاءت أساساً من حذر المستثمرين حيال تسعير خفض للفائدة، في وقت يبحث فيه السوق عن وضوح أكبر في المسار النقدي. سهم وولمارت كان من ابرز الخاسرين في الجلسة بعد نتائج أشارت إلى ضغوط هوامش وتكاليف، وهو ما عزز النغمة السلبية. التراجع ما زال محدود مقارنة بقمم الأسبوع الماضي، لكن إشارات ضعف الزخم واتساع التراجع القطاعي يضعان عبء التوقعات على كلمة باول.

التحركات في داخل المؤشرات عكست قلق متزايد من معادلة الفائدة الأعلى لوقت أطول مقابل جودة الأرباح بينما يهضم الاقتصاد اعباء التعريفات وانعكاساتها. أسهم التكنولوجيا الكبرى تماسكت نسبيا بعد تقلبات اليوم السابق، لكن القطاعات الدورية والسلع الاستهلاكية كانت الأضعف أداء. وولمارت مثّل مثال واضح ، المبيعات قوية لكن إشارات التكاليف والرسوم الجمركية تثير الحذر، وهو ما دفع أسهم التجزئة إلى التراجع. النتيجة هي ان السوق متردد في مطاردة الصعود او شراء الهبوط حتى يتضح المسار النقدي أو تظهر قوة أكبر في هوامش الشركات.

تحركات عوائد الخزانة الأمريكية جاءت متذبذبة لكن منحنى العائد حافظ على انحداره الإيجابي ، هذه الصورة تعكس تقليص السوق لتسعير خفض الفائدة القريب، مع الإبقاء على علاوة نمو وتضخم في الأجل الأطول. التركيز اليوم على باول هل سيميل الى مخاطر سوق العمل الناشئة، أم سيشدد على ضغوط التضخم المرتبطة بالتعريفات الجمركية والخدمات؟ في ارأي اعتقد ان الثاني اقرب الى ان يمثل لهجة الخطاب.

الدولار الأمريكي واصل التماسك قبيل خطاب جاكسون هول، ليس كرهان اتجاهي بقدر ما هو تمركز قبل نبرة متشددة من باول. اليورودولار بقي تحت الضغط، والدولارين احتفظ بقوته مستفيد من فروق العوائد. الإسترليني الذي وجد دعم سابق من بيانات بريطانية بتضخم اعلى من المتوضع لم يغير الصورة الكلية.

في سوق اخر ، النفط ارتفع بشكل محدود مع تحسن قراءة الطلب الأمريكي خصوصا مع تراجع المخزونات وزيادة استهلاك وقود الطائرات وهي الفتره الموسمية ، حيث استقر خام برنت قرب 67 دولارًا للبرميل. المكاسب تبقى حذرة وسط توازن بين النمو والسياسة ولكن الاسبوع الحالي مثال على تسعير عائد الى الاساسيات قبل النظر الى العوامل الاخرى. الذهب تراجع قليلا إلى منطقة 3330 دولار للأونصة بفعل قوة جانبية الدولار، لكنه بانتظار ما إذا كان الفيدرالي سيؤكد السردية الداعمة لخفض الفائدة في سبتمبر أم يفرض إعادة تسعير أكثر تشدد.

شركات مثل وولمارت تذكر السوق بأن مسار الهوامش أصبح أكثر أهمية من نمو الإيرادات، خصوصا في دورة اقتصادية متأخرة. الجانب السياسي يبقى حاضر حيث ان واشنطن اوضحت على لسان باسنت بأن إبقاء التعريفات عند المستويات الحالي جيد وانهم "سعيدين" بالاتفاقيات الحالية. ولكن التعريفات على المستويات الحالية فقط دخلت حيز التنفيد ولكن الانعكاس على الهوامش سيبدأ بالاتضاح في الربع القادم.

نظرة مستقبلية

كل الأنظار تتجه إلى خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول - صباح الجمعة بتوقيت الولايات المتحدة. السوق يبحث عن إجابتين اساسيتين الاولى هل أصبح خفض الفائدة في سبتمبر أقرب، أم أن الفيدرالي ما زال يضع التضخم في المقدمة؟ وايضا كيف يوازن بين ضعف سوق العمل النسبي واستمرار ضغوط الأسعار الأساسية؟ الأسبوع المقبل يحمل بيانات مبيعات المنازل وطلبات السلع المعمرة، قبل أن تتركز الأنظار على مؤشر الإنفاق الاستهلاكي PCE كاختبار رئيسي لسردية التضخم. النبرة حذرة لكن غير ميسرة بعد ستدعم الدولار وتبقي الأسهم تحت ضغط، أما إشارة إلى القلق على الوظائف فقد تعيد بعض الدعم إلى الذهب وتزيد انحدار المنحنى.