في جلسة الثلاثاء يدخل المستثمرون أسبوعاً حافلاً بعدما بدأت الأسواق العالمية بهدوء أمس، إذ أغلقت البورصات الأميركية احتفاءً بيوم الذكرى "Memorial Day" وتوقف التداول في لندن لعطلة البنوك. الهدوء الافتتاحي وفر لحظة تأمل قبيل بيانات اقتصادية ومزادات السندات وأحداث قد تعيد تشكيل او تأكيد منحنى العوائد وسردية المخاطرة لبقية الأسبوع، بينما تتزاحم عوامل السياسة المالية والتوترات التجارية لتشكيل موقف اقتصادي معقد ولكن – هذه المره – اقل صعوبة في رسم مسارات المخرجات المحتملة.
على صعيد التمويل الحكومي، تطلق وزارة الخزانة الأميركية اليوم سلسلة مزادات بقيمة 183 مليار دولار موزَّعة على سندات عامين وخمسة وسبعة أعوام. تأتي هذه الإصدارات في حيث تطورات تبدو هيكلية في منحنى العائد الأبعد بعدما تجاوز العائد على أداة الثلاثين عاماً مستوى 5.15 في المئة الأسبوع الماضي ، وهو أعلى قراءة منذ 2007 ، ما يضع علاوة الأجل المرتفعة تحت اهتمام المؤسسات المالية في المقام الاول ولكن ايضا المتدولين في الاسواق بشكل عام بسبب تأثير مستوى العائد المرتفع عبر الاصول. نجاح المزادات هي المرة سيقاس بحجم التغطية التي عادة ما تكون عدة مرات لمقدار الطرح ، وهو ما سيُظهر حجم الطلب الحقيقي في بيئة تختبر فيها شهية المستثمرين كلما اتسعت حاجة واشنطن للتمويل، خصوصاً بعد أن أقرّ مجلس النواب مشروع القانون التصالحي والذي يمهّد لتوسع مالي من المتوقع أن يرفع العجز خلال الفترات المقبلة.
التوقيت بالغ الأهمية: الضعف في التغطية قد يدفع العوائد إلى مستويات أعلى، ويؤجج مخاوف التمويل طويل الأمد، فيما يعزز الإقبال الاعتيادي سردية استيعاب مستثمري الدخل الثابت للعرض الإضافي بلا ضغوط تمويلية.
الجانب السياسي هو ما يضيف طبقة التعقيد الجوهرية؛ فالمسار المالي التوسعي الذي يتبناه البيت الأبيض والكونغرس يفتقر في الوقت الحالي إلى خطاب انضباطي واقعي قادر على تهدئة قلق حاملي السندات لاجال 30 عام حيال تراكُم العجز. ومع غياب خطّة او توجه فعلي لضبط الإنفاق، تبقى عوائد الدخل الثابت معرضة لارتفاعات وخصوصا مع وجود اعادة تسعير للتضخم والركود و النمو في نفس الوقت مع توترات التجارة والرسوم الجمركية التي لا يمكن إغفالها ولو تم تأجيلها الى يوليو.
وعلى خط التجارة عبر الأطلسي، اختارت الإدارة الأميركية إرجاء تنفيذ الرسوم الجمركية البالغة 50 في المئة على واردات الاتحاد الأوروبي من الأول من يونيو إلى التاسع من يوليو. هذا التأجيل يبقي احتمالات الحل التفاوضي قائمة لكنه يخلق أيضاً كتلة ضغط زمنية؛ فشهر يوليو سيشهد ازدحام أحداث مالية وسياسية قد تزيد تقلبات السوق. بذلك، يتعامل المستثمرون حالياً مع فترة "إنتظار ومشاهده ما يحدث" حيث يسعر الخطر لكنه لا يُزال من الطاولة ، بل اميل الى أن الحركة المضاربية على عائد السندات الطويل قائم على احتمال حلقة اخرى من الرسوم الجمركية عند استثناء نشاط المؤسسات المالية التي انشطتها توجب الاحتفاط بالسندات الطويلة نظامياً.
في عالم السياسة النقدية، يجتذب بنك الاحتياطي النيوزيلندي الاهتمام هذا الأربعاء، إذ يتوقع المحللون خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس. أهمية القرار تتجاوز نيوزيلندا لكونه قد يوفّر إشارة على استمرار دورة البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة الصغيرة ، مثل الاحتياطي الاسترالي الاسبوع الماضي ، إلى التيسير، وهو ما يعطي تحركات جيدة في اسواق العملات لاختلاف سرعة تخفيض الفائدة.
في مكان اخر ، محفّزات البيانات تبدأ اليوم مع مؤشر ثقة المستهلك الأميركي، وهي قراءة مركزية لقياس استدامة الإنفاق. وقبل أن يختتم الأسبوع الجمعة بنشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي (Core PCE)، المقياس المفضّل لدى صانعي السياسة الأميركية لتتبّع التضخم. القراءة المرتفعة PCE قد تُرجئ رهانات خفض الفائدة إلى الربع الرابع وتدفع عوائد السندات القصيرة للارتفاع اكثر - ولكن ذلك لا يشكل الحالة الاساسية – حيث يتوقع ان يأتي عند 2.5% اقل بقليل من الشهر الماضي عند 2.6%.
من زاوية الشركات، تتركّز الأضواء بعد جرس الإغلاق الأربعاء على إعلانات Nvidia لنتائج الربع الأول. عقود الخيارات تشير بتذبذب متوقع قدره ±6.8 في المئة في السهم هامش بالغ الأهمية لشركة تبلغ قيمتها السوقية نحو ثلاثة تريليونات دولار. المستثمرون يريدون رؤية نموّ في الإيرادات يواكب شهية الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تحسين مستمر في الهوامش ليثبت أن آفاق التوسّع لا تزال عميقة. السهم يتداول بشكل صامد فوق مستوى متوسط 200 يوم وانخفض بعد الاعلان في اخرى ثلاث اعلانات بعد مكاسب واضحة قبل كل إعلان.
في الخلفية، تزداد القناعة داخل أوساط إدارة الأصول بأنّ الدولار الأميركي يواجه مرحلة ضعف هيكلي تغذيه العجوزات. هذا الميل يجد تجلّيه في صعود الذهب واستقرار عملات الفائض التجاري الآسيوي، فيما يبقى ارتباط الذهب السلبي بعوائد الخزانة نقطة اساسية والارتداد للعوائد سيدفع الأونصة إلى جني أرباح، والعكس صحيح في هذا المعادلة.
في المحصلة، الثلاثاء يفتتح ما يمكن تسميته أسبوع المفاتيح المتداخلة: مزادات تعكس شهية التمويل، وسياسة مالية قد تُبقي العوائد مرتفعة، ومحادثات تجارية مؤجَّلة، وشركة تكنولوجيا عملاقة تختبر ثقة قطاعٍ بكامله. منحنى العائد و المزادات ، المفتاحان الاكثر اهمية اليوم لفتح باب الاسهم والتحرك نحو نفيديا ، المشكل لمعنويات مستثمري التكنولوجيا.
"لم يتم إعداد المواد المقدمة هنا وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماري، وعلى هذا النحو تعتبر بمثابة وسيلة تسويقية. في حين أنه لا يخضع لأي حظر على التعامل قبل نشر أبحاث الاستثمار، فإننا لن نسعى إلى الاستفادة من أي ميزة قبل توفيرها لعملائنا.
بيبرستون لا توضح أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة ، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. لا يجب اعتبار المعلومات، سواء من طرف ثالث أم لا، على أنها توصية؛ أو عرض للشراء أو البيع؛ أو التماس عرض لشراء أو بيع أي منتج أو أداة مالية؛ أو للمشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا يأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار. ننصح القراء لهذا المحتوى بطلب المشورة الخاصة بهم والإستعانة بخبير مالي. بدون موافقة بيبرستون، لا يُسمح بإعادة إنتاج هذه المعلومات أو إعادة توزيعها.
تداول العقود مقابل الفروقات والعملات الأجنبية محفوف بالمخاطر. أنت لا تملك الأصول الأساسية و ليس لديك أي حقوق عليها. إنها ليست مناسبة للجميع ، وإذا كنت عميلاً محترفًا ، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة أكبر من استثمارك الأساسي. الأداء السابق في الأسواق المالية ليس مؤشرا على الأداء المستقبلي. يرجى النظر في المخاطر التي تنطوي عليها، والحصول على مشورة مستقلة وقراءة بيان الإفصاح عن المنتج والوثائق القانونية ذات الصلة (المتاحة على موقعنا على الإنترنت www.pepperstone.com) قبل اتخاذ قرار التداول أو الاستثمار.
هذه المعلومات غير مخصصة للتوزيع / الاستخدام من قبل أي شخص في أي بلد يكون فيه هذا التوزيع / الاستخدام مخالفًا للقوانين المحلية."