واصلت الأسواق نغمتها المتفائلة، ومددت الارتفاع الذي يستمر منذ أسابيع. الحافز هذه المرة جاءت من الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة واليابان، والتي قرأها السوق كأكثر من مكسب ثنائي ضيّق بين دولتين. جرى النظر إليها كنموذج أولي لإعادة معايرة أوسع لقواعد التجارة قد تعيد ترتيب الديناميكيات في التجارة الدولية. الأسهم الأميركية اندفعت نحو قمم جديدة، مع تسجيل مؤشر S&P 500 قمة تاريخية جديدة. التفاؤل امتد أيضاً إلى أوروبا وآسيا، حيث سجّل فوتسي 100 قمة تاريخية داخل الجلسة، وقفز نيكاي 5.25% خلال الـ48 ساعة الماضية، مقترباً من 42 ألف نقطة.
ما جعل الصفقة تتردد أصداؤها هو بنيتها في حذ ذاتها ، البيت الأبيض وافق على خفض الرسوم الجمركية على السيارات إلى 15% من 25%، فيما فتحت طوكيو أسواقها أمام منتجات الزراعة الأميركية وأشباه الموصلات والقطاع الدوائي، متعهدة باستثمارات تتجاوز 500 مليار دولار بتوجيه من “الرئيس الأميركي”، إضافة إلى شراء الطاقة من الولايات المتحدة بمعاملة تفضيلية.
حجم الالتزام ونطاقه يلمحان إلى تحول نحو قدر أكبر من قابلية التنبؤ الاقتصادية، وهو ما كانت الأصول الخطرة تتعطّش إليه ، ولا حاجة للتذكير بحجم الضبابية الكبير الى حد يصعب فيه التخطيط لممستقبل التي اضطرت الشركات اليابانية للتكيّف معها منذ أبريل. صحيح أن تعريفات عند 15% على السيارات (وعلى الأرز وسلع زراعية أخرى) يبقى مرتفعًا، لكن وجود خط أساس واضح للتعرفة يعمل مفعوله في هذه المرحلة، خصوصاً بالنسبة للقطاع الأكثر تضرراً والذي كانت رده فعل ايجابية لمخرجات الصفقة (تويوتا +11%، هوندا +9%، نيسان +8% منذ الثلاثاء).
الصفقة منحت المتداولين شيئاً ثميناً في هذه الفترة من الدورة الاقتصادية ، قدراً من وضوح السياسات يمكن إسقاطه على سيناريوهات السوق ومن المأمول أن يُؤخذ في حسابات صانعي السياسة في بنك اليابان وتوقعاتهم خلال اجتماع الأسبوع المقبل. هذا ليس لرفع سقف التوقعات بشأن وضوح السياسة النقدية، لكن سيكون من الأفضل بكثير إعادة رسم خرائط مخاطر التضخم وآفاق النمو بدلاً من الاكتفاء بسرد "مخاطر آتية من الرسوم لكن لسنا متأكدين من شدتها."
الأهم أن هذه الصفقة لا تعيش في عزلة. هناك محادثات جارية الآن مع الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية، مع احتمال استنساخ إطار الـ15% نفسه وإن بدرجة تعقيد أكبر بكثير في حالة الاتحاد الأوروبي. ويقرأ هذا المسار كسلسلة خطوات باتجاه صفقات تجارية جديدة، مع نبرة أميركية محسّنة من المسؤولين الاميركيين بوضوح على هذا الملف خلال الأسبوعين الماضيين.
حتى الآن، تتجاوب الأسواق بوضوح مع سردية تقول إن الصفقه التجارية والتفاوضات التجارية الحالية تفسح المجال لبنية تفاوضية، بما يوحي بأن لدى الارتفاع مزيدًا من الزخم. ومع أن هناك الكثير من القطع المتحركة، خصوصاً مع دخول الصين والاتحاد الأوروبي وضع التفاوض المكثف، يختار السوق تسعير المزيد من الإيجابية. هذا المزاج، على الأقل في الوقت الراهن، يثبت أنه يعزز نفسه بنفسه.
"لم يتم إعداد المواد المقدمة هنا وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماري، وعلى هذا النحو تعتبر بمثابة وسيلة تسويقية. في حين أنه لا يخضع لأي حظر على التعامل قبل نشر أبحاث الاستثمار، فإننا لن نسعى إلى الاستفادة من أي ميزة قبل توفيرها لعملائنا.
بيبرستون لا توضح أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة ، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. لا يجب اعتبار المعلومات، سواء من طرف ثالث أم لا، على أنها توصية؛ أو عرض للشراء أو البيع؛ أو التماس عرض لشراء أو بيع أي منتج أو أداة مالية؛ أو للمشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا يأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار. ننصح القراء لهذا المحتوى بطلب المشورة الخاصة بهم والإستعانة بخبير مالي. بدون موافقة بيبرستون، لا يُسمح بإعادة إنتاج هذه المعلومات أو إعادة توزيعها.
تداول العقود مقابل الفروقات والعملات الأجنبية محفوف بالمخاطر. أنت لا تملك الأصول الأساسية و ليس لديك أي حقوق عليها. إنها ليست مناسبة للجميع ، وإذا كنت عميلاً محترفًا ، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة أكبر من استثمارك الأساسي. الأداء السابق في الأسواق المالية ليس مؤشرا على الأداء المستقبلي. يرجى النظر في المخاطر التي تنطوي عليها، والحصول على مشورة مستقلة وقراءة بيان الإفصاح عن المنتج والوثائق القانونية ذات الصلة (المتاحة على موقعنا على الإنترنت www.pepperstone.com) قبل اتخاذ قرار التداول أو الاستثمار.
هذه المعلومات غير مخصصة للتوزيع / الاستخدام من قبل أي شخص في أي بلد يكون فيه هذا التوزيع / الاستخدام مخالفًا للقوانين المحلية."